اختار صناع فيلم “اهلا، اسمي دوريس” Hello, My Name Is Doris (2015 تقديم فكرة وقوع سيدة متقدمة في العمر، قاربت على السبعين، في حب شاب في العشرينيات من عمره، في قالب كوميدي، كانت الفكرة تصلح لأن يتم طرحها في فيلم “ميلودراما”، لكن اختيار الكوميديا لتحمل قصة الفيلم جعلنا نضحك بدلا من أن نبكي على “دوريس”!

“دوريس” امرأة سبعينية تقريبا، فقدت والدتها التي قاربت المائة عام، وأصبحت وحيدة في منزل ممتلىء عن آخره بـ “الخردة”، تلك الأشياء التي جمعتها “دوريس” أو احتفظت بها خلال سنوات، فأصبحت تعيش محاطة بكل تلك الأشياء التي لا تحتاجها، لكن ربما جمع تلك الأشياء أو الاحتفاظ بها هو محاولة منها للتغلب على شعور عميق بالوحدة.
تقع “دوريس” في حب شاب عشريني، تقلد حديثا منصبا مميزا في الشركة التي تعمل بها، هي الوحيدة التي كانت تتصور إنه يبادلها نفس المشاعر، لكن نحن المشاهدين، وصديقاتها، والمحيطين بهما، كانوا يعرفون إنه يعاملها بلطف، ربما يشعر بود نحوها، أو هو بشكل عام يود أن يترك انطباعا إيجابيا لدى كل العاملين في الشركة.

تستعين “دوريس” بفتاة مراهقة في الثالثة عشر من عمرها، هي حفيدة صديقتها المقربة، من أجل “خطة” للإيقاع بالشاب “جون”، ينشأن معا حساب مزيفا على فيس بوك، لكي تراسله، هذا الحساب سيشكل فيما بعد مشكلة آخرى بالنسبة لـ “جون” بعد أن يبدأ في مواعدة “بروكلين” الفتاة الشابة!
ما يميز “دوريس” في هذا الفيلم ليس وقوعها فقط في حب رجل يصغرها بعقود، لكن ملابسها الملونة المميزة للغاية والغير اعتيادية بالنسبة لامرأة في مثل عمرها، وأيضا الطريقة المبالغ فيها في تصفيف شعرها واستعانتها بشعر مستعار على الدوام، واستخدامها لألوان مساحيق تجميل تشعر إنها غير مناسبة لوجهها عموما، كما إنها منغلقة وخجولة للغاية، وتجد صعوبة في التواصل الإنساني عموما، لكن ما تغير بعد وقوعها في حب “جون” هو إنها بدأت بالفعل تتغلب على ذلك الخجل، وتجد نفسها وسط عدد كبير من الناس في حفل موسيقي أو حفل في منزل “جون”، كانت مختلفة بمظهرها الغير اعتيادي على امرأة في مثل عمرها.

“اهلا، انا دوريس” فيلم جميل، بسيط نجح في معالجة فكرة، في سياق آخر ستصبح كئيبة للغاية-يمكن الرجوع مثلا إلى الفيلم الفرنسي The Piano Teacher- لكنه مررها بسلاسة في إطار كوميدي جعلنا نستوعبها بأقل قدر ممكن من الألم على كسر قلب “دوريس” في حبها للشاب جون، وقدرتها على تجاوز كل تلك الفروقات بينهما عندما أحبته، لكن المجتمع الذي يعيشان فيه كان أكثر منهما رفضا وسخرية من الفكرة نفسها، بغض النظر عن نتيجتها، سواء بادلها “جون” الحب أم لا.