“أشعر أني جميلة” فيلم مرِح عن ثقة المرأة بنفسها حتى لو لم يكن جسدها متوافقا مع مقاييس الجمال!

“أشعر إني جميلة” أو I Feel Pretty -إنتاج 2018- ليس فيلما عظيما بل مسليا، لكنه في الوقت نفسه يطرح فكرة جميلة، فكرة الجمال الداخلي، والثقة بالنفس التي تضفي على صاحبها الجمال وتفتح له الأبواب والقلوب، في المقابل إذا اختفت فلا يجد الشخص مكانا يناسبه سوى مكتب في مكان يشبه “البدروم”!

بوستر الفيلم

“رينيه” شابة ممتلئة القوام، لا ترى نفسها جميلة، بالعكس، تتعامل مع الجميع على إنها الأقل جمالا، والأقل كفاءة، ليس لديها أي ثقة بنفسها، لا يراها الناس، من السهل أن يتم تجاهلها، أو معاملتها بإزدراء واضح، يظهر ذلك على تعبيرات الوجه ونظرات العيون، مثلا، عندما ذهبت لشراء ملابس أخبرتها البائعة إن مقاسها غير متواجد، ومن الأفضل أن تبحث عنه على مواقع البيع على الإنترنت.

في مكتبها القديم

تعمل “رينيه” في إدارة الموقع الإلكتروني لشركة تجميل تسمى “ليكلير”، لكنها لا تجلس في مقر الشركة الرئيسي وسط “الجميلات” من العاملات في الشركة، بل في غرفة أشبه بـ”البدروم” في مقر للشركة بالحي الصيني، وتشارك الغرفة مع رجل عابس على الدوام، يفضل أداء عمله في صمت.

في البداية، قبل التحول الأول في حياة “رينيه” دخلت في جدل مع صديقتيها اللاتي رغبن في إنشاء حساب لهن معا على موقع للمواعدة عبر الإنترنت، كانت ترفض الفكرة لعدم جدواها من وجهة نظرها “الصورة هي كل ما يهم، تلتقطين لنفسك صورة، وتشعرين بالارتياح حيالها، تخفين الذقن المزدوج وحب الشباب والدهون، ثم حين يراك الرجل شخصيا يخيب أمله بالكامل”، في النهاية التقطوا الصورة، ونشروها على الموقع، لكن لم يهتم أحدا أن يراها!

صديقات “رينيه”

تريد “رينيه” بأن تعمل كـ “موظفة استقبال” في مقر الشركة الرئيسي، تعتبرها “وظيفة أحلامها”، لكنها لا تعتقد إنها مناسبة لهذه الوظيفة، حيث لا تنطبق عليها أيا من المواصفات المطلوبة “تبحث الشركة عن شابة مولعة بالجمال، أنيقة، واثقة من نفسها، تكون الوجه الحقيقي للشركة”، بالمقارنة بالفتيات اللاتي يعملن في الشركة بالفعل فـ”رينيه” آخر شخص يمكن أن يشغل تلك الوظيفة، لكن لحظة التحول الأولى جاءت بعد أن شاهدت مشهد من فيلم BIG لـ توم هانكس، عندما تمنى الولد الصغير أن يكبر، ذهبت إلى الشارع عند تمثال لفينوس ربما، والقت هناك بعملة معدنية وتمنت أن تصبح جميلة!

“رينيه” تجري مقابلة وظيفة أحلامها

في اليوم التالي، عندما نظرت لنفسها في المرآة رأت إنها أصبحت عكس ما كانت عليه في الماضي، هي الوحيدة التي ترى ذلك، مع إنها لم تتغير، لكن شيئا بداخلها تغير فأصبحت ترى نفسها أجمل امرأة في العالم، وأصبحت تتعامل مع من حولها على هذا الأساس، فتقدمت لوظيفة أحلامها، وتم قبولها، التقت بشاب لطيف وبادرت بالتحدث إليه وبدأت علاقة جديدة، أصبحت ترتدي ملابس مختلفة، مثيرة ومبهجة، تتعامل مع صديقتيها بغرور وعجرفة غريبة، هن لا يعرفن لماذا تغيرت، وما الذي تغير، لكنها كانت مقتنعة أن سحرا ما قد مسها فحولها إلى شخص آخر، لكن في لحظة أخرى عندما نظرت في المرآة شعرت إن التعويذة السحرية التي مستها قد أنكسرت ولم تعد جميلة بعد الآن، تغيرت حياتها من جديد، وعادت إلى نقطة البداية!

عشنا مع “رينيه” التحول الثاني في حياتها، لكنه لم يكن الأخير، كان هناك تحول جديد ينتظرها، لحظة اكتشافها إنه لم يكن هناك أي سحر، وإنها نجحت في حياتها المهنية والشخصية عندما كانت نفسها، عندما امتلكت الثقة بالنفس التي جعلتها تتصرف كامرأة تكافىء غيرها من الناس، وليست أقل منهن، لأن مقاييس الجمال لا تنطبق عليها، بالطبع انتهى الفيلم نهاية سعيدة، بأن استعادت “رينيه” علاقتها بحبيبها “إيثان”، ووظيفة أحلامها، وأكتشفت القوة الكامنة بداخلها!


“أشعر أني جميلة” فيلم كوميدي مسلي، أراد أن يعبر بشكل لطيف عن أزمة ثقة المرأة الممتلئة بنفسها وجمال جسدها بغض النظر عن مقاييس الجمال المتعارف عليها، وكانت “رينيه” هي النموذج الذي شهدت حياته عدة تغيرات حتى وصلت إلى اكتشاف حقيقة ما حدث لها، لكن من ناحية آخرى كان هناك نموذج صاحبة الشركة، إيفري التي أدت دورها ميشيل وليامز، بارعة الجمال بالمقاييس المعروفة، لكنها تفتقد أيضا الثقة بالنفس، بسبب صوتها الضعيف الذي لا يجعل أيا ممن يستمعون لها ياخذونها على محمل الجد، تلك الشخصية لم يطرأ عليها أي تغيير طوال الفيلم، لم تكتشف مواطن القوة فيها، ظلت في مكانها، تعاني في صمت، متأثرة بالطبع بمحاولات “رينيه” لكنها لم تحاول ان تتخذ خطوات مماثلة، أو على الأقل أن تحاول بطريقتها!

كان هناك إشارات أيضا إلى أن الناس عندما تجد الشخص رجلا أو امراة واثقا من نفسه، متحديا ومقتحما، مرحا وقويا، لا تلتفت كثيرا إلى جمال الجسد من عدمه، هي تتفاعل مع قوة الشخصية لا مع جمال الوجه والجسد، وهذا صحيح إلى حد كبير، فالناس تستهين بمن يستهين بنفسه ويضعها في منزلة أقل، لكن عندما تجد شخصيا ذكيا وقويا ومبادرا ويتعامل مع كل الناس على قدم المساواة تحترم هذا فيه وتحترم ثقته بنفسه وتقديره لها.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

%d مدونون معجبون بهذه: